|
- إشراقات قرآنية
- تحليق مع قصة إبراهيم عليه السلام
|
تحليق مع قصة إبراهيم عليه السلام
|
أضيف بتاريخ : الجمعة, 31 يناير 2014 |
عدد المشاهدات : 2951
|

بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أَسْبَحُ قبل أن أنام في ذلك المشهد العظيم .. مشهد الابن البار والمشفق مع الأب المصر على العناد والاستكبار ، كونتُ في ذهني صورة الابن وهو قائمٌ يتحدث مع أبيه كما حكاه الله عنه في قوله : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناماً آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين ) الآيات ..
تأملت كثيراً في هذا المشهد فعجبت : إنه لقاء بين والد وولد ، خطاب من الابن لأبيه وأي لحمة وأي اتصال أقرب من هذا الاتصال ، ابن يحدث والده الذي رباه وكفله صغيراً وأطعمه وكساه ولاعبه وداعبه ، إنه الأب الذي عاش معه إبراهيم عليه السلام سنين عديدة وهل يمكن أن تخلو تلك الحياة من مواقف حنو ورحمة من الأب لابنه ، هل يمكن أن نتصور أن إبراهيم يتحدث الآن مع رجل لا تربطه به علاقة ؟! .. لا .. إنه يخاطب والده الذي رباه صغيراً وهو يتذكر أيامه الأولى معه ..
وإذا تأملنا ذلك عجبنا أشد العجب إنه يقول له : ( إني أراك وقومك في ضلال مبين ) ما الذي فرق بينهما ، إنها بلا شك رابطة أقوى من تلك الرابطة الجسدية ، لقد أصبح إبراهيم رسولاً من رب العالمين ، ومعنى ذلك أن يخلع كل رابطة تعارض ولاءه لربه ومولاه ..
ثم تأملت قوله : ( إني أراك وقومك في ضلال مبين ) فشهدت عجباً آخر ، من الذي دل إبراهيم وهو يعيش بينهم على أن ذلك ضلال ، وضلال مبين واضح لا شك فيه ؟! ..
ثم تأملت ما هو الضلال المبين : إنهم يعبدون الأصنام يركعون لها ويسجدون ، أوليس ذلك انحرافاً خطيراً للإنسان حين يعرض عن ربه الذي منحه النعم ومَنَّ عليه بالحياة والقوة ، أليس ضلالاً أن يحني الإنسان رأسه لصنم يصنعه هو ويصونه ويحوطه ويحميه .. عجبٌ وأي عجب ..
أين عقلك يا آزر .. أتعبد صنماً لا يضر ولا ينفع ، هل يمكن لهذا الصنم أن يكون هو خالق هذه السماوات والأرضين ، وهل يدفع عن نفسه شيئاً .. إنه الضلال المبين ..
ثم أكملت الآيات : ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ) ..
|
|

|
| |